منتديات القلب الزجاجي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الغيرة الزوجية.. سلاح ذو حدين أحدهما يدمر والآخر يقوّي أواصر

اذهب الى الأسفل

الغيرة الزوجية.. سلاح ذو حدين أحدهما يدمر والآخر يقوّي أواصر Empty الغيرة الزوجية.. سلاح ذو حدين أحدهما يدمر والآخر يقوّي أواصر

مُساهمة من طرف Admin الخميس 10 يناير 2008, 12:36

بين المحمود منها والمرفوض.. تبقى مطلوبة بين أي زوجين

الغيرة الزوجية.. سلاح ذو حدين أحدهما يدمر والآخر يقوّي أواصر المحبة



غزة: نسمة حمتو وإسلام أبو معنية:

حلم في يومٍ من الأيام بأنها تغار عليه.. وهي التي لم تكن تعير حديثه مع أيٍ من النساء اهتماماً.. حاول مرةً ومرتين وثلاثاً أن يثير حفيظتها.. إلا أن محاولاته باءت كلها بالفشل.. إلى أن جاء اليوم الذي انقلبت فيه الموازين.. وكان كما يقول المثل "دجاجةٌ حفرت على رأسها عفرت"، لقد ضيقت زوجته عليه الخناق فكانت كسجّانٍ يحرس قفصاً لا يسمح للعصفور فيه حتى بشرب الماء..

هذه هي الفكرة المجملة لمسلسلٍ تلفزيوني عرض أكثر من مرة على شاشات التلفاز والأسئلة التي تطرح نفسها هنا.. ما هي حدود الغيرة بين الزوجين؟ وهل يؤثر غيابها سلباً حتى وإن كان الدافع ثقةً عمياء بينهما؟ وهل نفس الأثر يواجهه الاثنان في حال كانت الغيرة بينهما قوية؟ التقرير التالي يجيبكم عن هذه الأسئلة:

الحل.. بالعقل!

الغيرة سلاح ذو حدين هذا ما خلصنا إليه من سؤال مصطفى فريد (30 عاماً) والذي قال:"لا شيء يزعج المرأة أكثر من أن يكون زوجها غيوراً، ولا شيء يؤلمها أكثر من أن يكون غير غيور"، موضحاً أن الغيرة إذا غلب عليها طابع الشك أحالت حياة الزوجين ناراً ليس من السهل إخمادها.

وأضاف:"ينطبق ذلك أيضاً على الزوجة الغيور التي تحول حياة زوجها معها إلى جحيم، يضطر بعدها هو إلى الهروب والبحث عن الراحة في مكان آخر مهما كان نوع ذلك المكان"، مضيفاً:"عدم غيرة الزوج على زوجته أو العكس كذلك يُشعر الطرفين بتدني قيمة كل منهما في نظر الآخر، وأسوأ ما قد يمر به الإنسان هو الشعور باللامبالاة من أقرب الناس إليه".

وينصح فريد بضرورة جعل الغيرة سلوكاً يدفع للحب والحياة، وليس سلوكاً يهدم بيوتاً بأكملها حتى وإن كان دافعه الأول هو المحبة "في هذه الحالة على الطرفين أن يتصرفا بعقليهما لا بقلبيهما".

ووافقته الرأي (أم سلام) التي أكدت وجوب الاعتماد على العقل في أي مشكلة تواجه الزوجين وتتعلق بقضية الغيرة، مشيرةً إلى أنها واجهت غيرة زوجها عليها مراراً وتكراراً وفي مواضع مختلفة خصوصاً في بداية الزواج وتقول:"كان يسبب مشكلةً من أي شيء، لو خرجت وحدي، أو طللت من النافذة، أو حتى تحدثت مع أحد الباعة"، غير مخفيةٍ في الوقت ذاته غيرتها عليه من أي شيء يمسه وتقول:"لكن هذا لا يعني أننا نغيب عقولنا إذا اعترضتنا أي مشكلة لها علاقة بالغيرة، فالعصبية والتسرع لا يجديان نفعاً في هذه الحالة".

لها طابع خاص

أما سليم محمد (35عاماً) متزوجٌ وأبٌ لطفلٍ واحد يرى في الغيرة شعوراً جميلاً موجوداً لدى كل بني البشر، ويقول:"المؤلم في الغيرة يكمن في تعدي الحدود الطبيعية المنوطة بها، فتتسبب بذلك بإشكالات بين الزوجين قد تصل إلى حد الطلاق، وكما قيل في الحكمة: إن زاد الشيء عن حده قلب لضده"، مؤكداً أن الغيرة موجودة لدى الرجال أكثر منها لدى النساء "بعض الرجال تنتج عنهم أفعال خاطئة فهم برأيي بطبيعتهم يحبون أن تكون زوجاتهم ملكاً لهم هم وحسب".

إذا أردنا أن ننظر للقضية بأبعادها المختلفة قد يواجهنا تساؤل يقول.. هل من العدالة في شيءٍ أم يرى البعض غيرة النساء "قلة عقل" بينما يرونها لدى الرجال كمالاً؟، أليست الغيرة واحدة؟.. ندى محمد (40 عاماً) انتقدت تفرقة المجتمع بين غيرة المرأة وغيرة الرجل، وقالت:"أليس هذا ظلماً، إذا غارت المرأة اعتبرها الرجل صاحبة مشاكل، ورجالنا بطبيعتهم لا يحبون تلقي الأوامر من أحد أو انتقادهم من قبل أحد"، مشيرةً إلى أن الغيرة ضرورية بين الزوجين لما لها من دور في إنعاش الحياة الزوجية الراكدة، وإشعار كل من الطرفين للآخر بقيمته ووزنه في الأسرة "أجمل الغيرة هي تلك التي تكون بين الأزواج من كبار السن".

ميزان الغيرة

بدوره يميز الدكتور عبد الفتاح الهمص، الأستاذ المساعد في الصحة النفسية في الجامعة الإسلامية، مابين الغيرة المحمودة والغيرة المذمومة، ويوضح أن سبب النوع الثاني هو ضعف الوازع الديني لدى الزوج أو الزوجة على حدٍ سواء، مؤكداً على ضرورة أن تكون نفس الإنسان مطمئنةً دائماً، وألا يترك المجال مفتوحاً للغيرة المذمومة فتدخل إلى حياته الخاصة، باعتبار ذلك أول معاول الهدم للأسرة مهما كانت قوية ومتماسكة.

وحول غيرة الرجل على زوجته يقول الهمص: "الرجل يعتبر في كينونته أنه الوحيد الذي يملك الحق في زوجته، ويريد دائماً أن لا ينظر إليها أحدٌ غيره، وهذا حقه الشرعي، ولكن ينبغي أن لا يبالغ في ذلك، لكي تكون غيرته محمودة ومحببة، ومن الطبيعي أن يغير على زوجته إذا تبرجت، أو قامت بفعل يستوجب ذلك".

وحول غيرة الزوجة على زوجها أضاف : "المرأة تريد دائماً أن تشعر بأنها الوحيدة في حياة زوجها، ولا تريد أن يشاركها أحد فيه، ومن حقها أن تشعر بالغيرة لو شاهدته يكلم غيرها من النساء، ولكن بعض النسوة يبالغن في ذلك، وتثور غيرتهن حتى لو شاهدت إحداهن زوجها يتحدث مع أمه أو أخته مثلا، وهذا خطأ فادح وقد تكون له عواقب وخيمة على مستقبل العلاقة بين الزوجين برمتها"، مستطرداً بقوله: "الغيرة قد تتطور لتتحول إلى شك متبادل، وهنا الطامة الكبرى، والتي يكون نتيجتها حتما هو الطلاق بين الزوجين".

ويطرح الدكتور الهمص بعض الحلول لتلك القضية، ويقول: "يجب أولا أن تتحول النفس من مرتبة النفس الأمارة إلى مرتبة النفس المطمئنة، وهذا كفيل بحل المشكلة، وعودة الأمور إلى طبيعتها، كما أن الإكثار من الصلاة، والدعاء وتمارين الاسترخاء يكون له مردود ايجابي ويسهم بشكل كبير بطمأنة النفس وشعورها بالثقة تجاه الطرف الآخر".

الغيرة مطلوبة من الرجل على زوجته، ومن الزوجة على زوجها.. ولكن العبرة في أن لا تتطور الغيرة فتصبح شكاً يعامل كل طرف الآخر على أساسه.. ورأينا في هذا المقام ضرورة عرض قصة حدثت في عهد الخليفة العباسي المعتضد.. تفيد أن امرأةً ادعت على زوجها أمام أحد القضاة بصداقها البالغ (500 دينار) فأنكرها عليها، فلم يكن منها سوى أن جاءت ببينة لتشهد لها بها، فقالوا نريد أن تسفر لنا عن وجهها حتى نعلم أنها الزوجة أم لا.. فلما صمموا على ذلك، قال الزوج: "لا لا تفعلوا لا تكشفوا وجهها هي صادقة فيما تدعي"، فأقر بما ادعت لا لشيء إلا ليصون وجهها من أنظار الرجال، فلما عرفت الزوجة ذلك قالت: "هو في حلٍ من صداقي عليه في الدنيا والآخرة".
Admin
Admin
Admin
Admin

عدد الرسائل : 60
2 : 1
تاريخ التسجيل : 31/12/2007

https://gaza111.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى