كيف ينظر المجتمع إلى الرجل الخجول؟
صفحة 1 من اصل 1
كيف ينظر المجتمع إلى الرجل الخجول؟
كيف ينظر المجتمع إلى الرجل الخجول؟
د.البرعاوي: خجل الرجل مطلوب وزيادة نسبته غير محمودة
تقرير/ إسلام أبو معنية:
في غمار البحث عن نماذج لتقريرٍ عنوانه (خجل الرجال)، دلنا أحد الأصدقاء على جار له يعاني من هذه المشكلة.
ونحن كما يقولون (لم نكذّب خبراً)، وانطلقنا إلى منزله فإذا به يلقانا بابتسامة واراها عن أنظارنا بعد أن أدار وجهه عنا، وانطلق كما البرق لينادي زوجته، فاستوقفناه وقلنا بصوتٍ عال.. نحن نريد أن نستضيفك بتقرير، فلم يعر نداءنا أي اهتمام، وخرجت لنا أمه وزوجته أما هو فلم يظهر له أثر..
رفض الحديث
لم نتوقع أن يصل به الخجل إلى درجة عدم تجاوبه مع نداءات ولده الصغير، حتى جاء ووجهه يكاد يتفجر من شدة الاحمرار وقال لنا بصوت مهموس:"لا أعرف ماذا أقول، لن أستطيع الكلام"، فأخذت أمه عنه دفة الحديث وكنا قد شرحنا فكرة الموضوع لها، فقالت:"عندما كان صغيراً وكان أحد يتحدث إليه، كان وجهه يحمر بشكل غير طبيعي"، مضيفةً:"حتى أساتذته في المدرسة كانوا يستغربون من عدم كلامه علاوة على أنه كان انطوائياً لا يخالط زملاءه، ويفضل أن يراهم وهم يلعبون فقط".
وتواصل حديثها وفي عينيها بسمه لامعة، انفجرت بعدها ضاحكة وقالت: "لما قرر أبوه تزويجه استشاره، فلملم ثيابه وهرب إلى غرفته خجلا، مع انه كان يبلغ من العمر 25 عاماً، وبعدها توجهنا إلى خطبة الفتاة التي اختارها والده له"، متابعةً:"مكثنا عشرة أيام نحاول إقناعه بضرورة حضوره معنا إلى بيت البنت، بينما كان هو يرفض بشكل قاطع، وكلما ذكرنا له اسمها يكاد وجهه يتفجر من الخجل، ويحاول أن يواجهنا بقوله (أنتم لا تستحون) ويخرج مسرعاً من المكان".
صديق واحد
زوجته تابعت الحديث عنه بعدما تركنا هو نخوض مع النساء في حديثهنّ. تقول الزوجة: "زوجي خجول جداً، ودائما يجلس وحيداً ولا يتكلم إلا إذا طلب منه أحد ذلك"، مضيفةً :"أشعر بغموض في شخصه، يخفي ما في داخله حتى عندما يسأله أحد عن حاله يجيب وهو ينظر إلى الأرض، وسرعان ما تتغير ملامحه، إضافة إلي أنه لا يتحمل أية مزحة من قبلنا".
هنا كان لا بد من أخذ تصريح ولو أخير من محمد، فسألناه عن عدد أصدقائه فقال:"هو واحد ولا أراه كثيراً، بينما أفضل الجلوس في البيت أكثر من الخروج منه"، ثم صمت وانتهى لقاؤنا على وقع كلماته القليلة هذه.
له ملامح فسيولوجية
للتعرف أكثر على سمات الرجل الخجول، ومدى تأثير خجله على علاقته مع الآخرين، وهل يعتبر ذلك الخجل مرضاً نفسياً ومعوقاً أمام نجاحه مهنياً واجتماعياً؟، التقت "فلسطين" بالدكتور أنور البرعاوي، المحاضر بقسم علم النفس في الجامعة الإسلامية، والذي عرّف الخجل بأنه "خلل وليس مرضاً نفسياً"، موضحاً أن من ظواهر هذا الخجل الشعور بالخوف وفقدان الإرادة والثقة بالنفس، مشيراً إلى أن الخجل هو نتيجة خلل في السلوك وخطأ في التربية".
وأوضح د.البرعاوي أن الرجل الخجول لا يستطيع التعبير عن حاجاته وحاجات أسرته، ويمسك عن التفاعل البناء مع الآخرين، مشيراً أن هناك ملامح فسيولوجية يعرف بها الرجل الخجول ومنها الشعور بـ"التلاخم"، وبتزايد خفقات القلب، والرجفة، وأكد أن من شأن هذه الملامح هدم شخصية الفرد والقضاء عليه اجتماعياً.
الخجل يحرق المواهب
وعن تأثيرات هذا الخجل قال د.البرعاوي: "إنه يحرق ما لدى الفرد من مواهب وإمكانات وقدرات، وهو ما سيؤدي حتماً إلي تضييع الحقوق والشعور بالضيق والتوتر والعصاب النفسي، الأمر الذي يجعل الفرد دائماً يشك بقدراته ويقلل من قيمة نفسه، ويشعر انه مسلوب الإرادة، لتكون النتيجة التفكير دائماً بالانسحاب من المواقف التي يواجهها ولا يستطيع التعامل معها".
ومضى د.البرعاوي قائلاً: "سيجد الرجل الخجول بشكل كبير نفسه فاشلاً مهنياً وأكاديمياً واجتماعياً، ولديه نظرة سلبية تجاه نفسه وتجاه المجتمع بشكل عام".
وتطرق د.البرعاوي لعلاقة الرجل الخجول مع أسرته، وأشار إلى "أنها تكون سلبية بالمجمل، إذ إنه لا يقوى على القيام بواجباته، لكن درجة الخجل في التعامل مع أسرته تكون أقل من الآخرين، وقد يجد بأسرته مكاناً للتعويض، حيث يمارس عملية الإزاحة والنقل من الآخرين إلى الأسرة، ويكون دائماً في حالة عصبية سيئة ومزاج متعكر، الأمر الذي يؤثر بالسلب على الأسرة التي تصبح مرتعا للخلافات والمشاكل، خاصة بين الزوجين"، مؤكداً على أن الخجل لدى الرجال مطلوب، "ولكن إن زاد حده عن المطلوب تحول إلى مرض، وهدم قيمة الفرد في مجتمعه".
د.البرعاوي: خجل الرجل مطلوب وزيادة نسبته غير محمودة
تقرير/ إسلام أبو معنية:
في غمار البحث عن نماذج لتقريرٍ عنوانه (خجل الرجال)، دلنا أحد الأصدقاء على جار له يعاني من هذه المشكلة.
ونحن كما يقولون (لم نكذّب خبراً)، وانطلقنا إلى منزله فإذا به يلقانا بابتسامة واراها عن أنظارنا بعد أن أدار وجهه عنا، وانطلق كما البرق لينادي زوجته، فاستوقفناه وقلنا بصوتٍ عال.. نحن نريد أن نستضيفك بتقرير، فلم يعر نداءنا أي اهتمام، وخرجت لنا أمه وزوجته أما هو فلم يظهر له أثر..
رفض الحديث
لم نتوقع أن يصل به الخجل إلى درجة عدم تجاوبه مع نداءات ولده الصغير، حتى جاء ووجهه يكاد يتفجر من شدة الاحمرار وقال لنا بصوت مهموس:"لا أعرف ماذا أقول، لن أستطيع الكلام"، فأخذت أمه عنه دفة الحديث وكنا قد شرحنا فكرة الموضوع لها، فقالت:"عندما كان صغيراً وكان أحد يتحدث إليه، كان وجهه يحمر بشكل غير طبيعي"، مضيفةً:"حتى أساتذته في المدرسة كانوا يستغربون من عدم كلامه علاوة على أنه كان انطوائياً لا يخالط زملاءه، ويفضل أن يراهم وهم يلعبون فقط".
وتواصل حديثها وفي عينيها بسمه لامعة، انفجرت بعدها ضاحكة وقالت: "لما قرر أبوه تزويجه استشاره، فلملم ثيابه وهرب إلى غرفته خجلا، مع انه كان يبلغ من العمر 25 عاماً، وبعدها توجهنا إلى خطبة الفتاة التي اختارها والده له"، متابعةً:"مكثنا عشرة أيام نحاول إقناعه بضرورة حضوره معنا إلى بيت البنت، بينما كان هو يرفض بشكل قاطع، وكلما ذكرنا له اسمها يكاد وجهه يتفجر من الخجل، ويحاول أن يواجهنا بقوله (أنتم لا تستحون) ويخرج مسرعاً من المكان".
صديق واحد
زوجته تابعت الحديث عنه بعدما تركنا هو نخوض مع النساء في حديثهنّ. تقول الزوجة: "زوجي خجول جداً، ودائما يجلس وحيداً ولا يتكلم إلا إذا طلب منه أحد ذلك"، مضيفةً :"أشعر بغموض في شخصه، يخفي ما في داخله حتى عندما يسأله أحد عن حاله يجيب وهو ينظر إلى الأرض، وسرعان ما تتغير ملامحه، إضافة إلي أنه لا يتحمل أية مزحة من قبلنا".
هنا كان لا بد من أخذ تصريح ولو أخير من محمد، فسألناه عن عدد أصدقائه فقال:"هو واحد ولا أراه كثيراً، بينما أفضل الجلوس في البيت أكثر من الخروج منه"، ثم صمت وانتهى لقاؤنا على وقع كلماته القليلة هذه.
له ملامح فسيولوجية
للتعرف أكثر على سمات الرجل الخجول، ومدى تأثير خجله على علاقته مع الآخرين، وهل يعتبر ذلك الخجل مرضاً نفسياً ومعوقاً أمام نجاحه مهنياً واجتماعياً؟، التقت "فلسطين" بالدكتور أنور البرعاوي، المحاضر بقسم علم النفس في الجامعة الإسلامية، والذي عرّف الخجل بأنه "خلل وليس مرضاً نفسياً"، موضحاً أن من ظواهر هذا الخجل الشعور بالخوف وفقدان الإرادة والثقة بالنفس، مشيراً إلى أن الخجل هو نتيجة خلل في السلوك وخطأ في التربية".
وأوضح د.البرعاوي أن الرجل الخجول لا يستطيع التعبير عن حاجاته وحاجات أسرته، ويمسك عن التفاعل البناء مع الآخرين، مشيراً أن هناك ملامح فسيولوجية يعرف بها الرجل الخجول ومنها الشعور بـ"التلاخم"، وبتزايد خفقات القلب، والرجفة، وأكد أن من شأن هذه الملامح هدم شخصية الفرد والقضاء عليه اجتماعياً.
الخجل يحرق المواهب
وعن تأثيرات هذا الخجل قال د.البرعاوي: "إنه يحرق ما لدى الفرد من مواهب وإمكانات وقدرات، وهو ما سيؤدي حتماً إلي تضييع الحقوق والشعور بالضيق والتوتر والعصاب النفسي، الأمر الذي يجعل الفرد دائماً يشك بقدراته ويقلل من قيمة نفسه، ويشعر انه مسلوب الإرادة، لتكون النتيجة التفكير دائماً بالانسحاب من المواقف التي يواجهها ولا يستطيع التعامل معها".
ومضى د.البرعاوي قائلاً: "سيجد الرجل الخجول بشكل كبير نفسه فاشلاً مهنياً وأكاديمياً واجتماعياً، ولديه نظرة سلبية تجاه نفسه وتجاه المجتمع بشكل عام".
وتطرق د.البرعاوي لعلاقة الرجل الخجول مع أسرته، وأشار إلى "أنها تكون سلبية بالمجمل، إذ إنه لا يقوى على القيام بواجباته، لكن درجة الخجل في التعامل مع أسرته تكون أقل من الآخرين، وقد يجد بأسرته مكاناً للتعويض، حيث يمارس عملية الإزاحة والنقل من الآخرين إلى الأسرة، ويكون دائماً في حالة عصبية سيئة ومزاج متعكر، الأمر الذي يؤثر بالسلب على الأسرة التي تصبح مرتعا للخلافات والمشاكل، خاصة بين الزوجين"، مؤكداً على أن الخجل لدى الرجال مطلوب، "ولكن إن زاد حده عن المطلوب تحول إلى مرض، وهدم قيمة الفرد في مجتمعه".
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى